الاثنين، 22 ديسمبر 2008

ثلاثة من الدستوريين يوجهون رسالة لجميع الاصلاحيي


بسم الله الرحمن الرحيم إلى جميع الإصلاحيين بكل فئاتهم وأطيافهم المحترمين
: ـ
3/2/2008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،يعتبر التيار الإصلاحي السلمي من أهم معالم الحراك السياسي فى المرحلة الراهنة، وأن جميع الإصلاحيين بجميع فئاتهم والذين يطالبون بالإصلاح الشامل من خلال الدستور ومؤسسات المجتمع المدني، فى بلادنا يتحركون في الفراغ الثقافي الحركي السلمي المتعقل، الذي يتوجه إلى المسئولين بقوة الحق متمثلا بالكلمة الصادقة المؤصلة شرعا وقانونا، للبدء ببناء المستقبل، خلافا للمقولة الشائعة: عشرون عاما من النماء والبناء والعطاء، والذي لا يمكن اعتباره كذلك إلا إذا أخذ مستقبل الأجيال القادمة بالحسبان وكانت المنفعة للعموم، ومن أجل ذلك تحرك الإصلاحيون للمطالبة بإصلاح الشأن العام وإقرار الدستور المقترح ومؤسسات المجتمع المدني، حفظا للحقوق العامة للناس، وطلبا للعدل والشورى والمساواة في بلادنا. إن هذا البيان " الموجه للإصلاحيين " ليس تكرارا ولا شرحا للبيانات السابقة التي تتحدث عن رؤى متكاملة للإصلاح، ولكنه يخاطب الذين تصدروا تيار الإصلاح والمطالبين بالدستور والعمل المؤسسي الأهلي المنظم المستقل عن هيمنة الدولة أو المتنفذين من القيادات. وحيث أن مطالبات الإصلاحيين تهدف إلى الحرص على تبني المطالبة بتحقيق العدل والحرية والمساواة في منطلقها الشامل وهو المصلحة العامة للناس، فإنه من باب أولى أن يتحقق ذلك الهدف داخل المكونات الفئوية للإصلاحيين أنفسهم بكل أطيافهم، فليس من العدل مطالبة الآخرين بها، ونصبح وغير الإصلاحيين فيها سواء.وبما أن المطالبة بالدستور خطوة مهمة نحو الإصلاح وتحقيق مفهوم المجتمع المدني المعاصر القائم على العدل والشورى، وهي ثمرة لجهود فعاليات كريمة مناضلة تتابع عطاؤها في هذا المجال على مدى عشرات السنين، نسأل الله عز وجل أن يجعلها في موازين أعمالهم، فإننا في هذا البيان نؤكد مواصلة المطالبة بالدستور وإقرار نظام الجمعيات الأهلية المستقلة كخطوة أولى مهمة للإصلاح السياسي والمشاركة الشعبية في الإدارة والحكم، ونضع لأنفسنا هدفا واضحا وهو إعادة الحياة الإسلامية المتنورة والحضارية إلى المجتمع الذي نشأت فيه هذه الجماعات.إن التصدر لهذه المهمة العظيمة يوجب على الجميع التحلي بالصفات والممارسات والسلوكيات التي تؤهلهم لتحقيق الهدف، ويتحقق ذلك من خلال محاسبة النفس ولومها كي لا نصبح كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل، وقد قال الله سبحانه وتعالى ( لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة) فعظم يوم القيامة يقارن عند الله عز وجل بعظم النفس اللوامة، والنفس اللوامة: هي التي ارتفعت وتهيأت لاستقبال يوم القيامة وللنجاح في امتحاناته.والنقد الذاتي في مضمونه ليس أكثر من التقويم الموضوعي، وهو يواجه أيه حالة بعقلية علمية هادئة، ونلاحظ أننا كثيرا ما نمشي في اتجاه " تنزيه الذات " وليس مراجعتها ، واختلاط هذا الأمر يرجع في طبيعته إلى طبيعة تفكير الأمة عموما والإصلاحيين خصوصا، فطالما كان العمل الصالح جهادا في سبيل الله وابتغاء مرضاته فهو يخلع ظل القدسية على العمل ويختلط المبدأ بالشخصانية، وفصل المبدأ عن الشخصانية هو أمر حيوي يجب أن يتنبه له، فليست كل ممارسة تعتبر صحيحة، والقرآن الكريم فصل ووضح الفرق بين الشخص والفكرة، حتى ولو كان محمد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بذاته المقدسة هو المخاطب.ومجرد الحماس لمبدأ، وولع النفس بنشره لا يكفى، وهذا ما دعا ابن تيميه إلى ذكر شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحددها بثلاث نقاط: العلم قبله، والرفق معه، والصبر بعده، ونحن نفتقد هذا النظر الشمولي المتماسك. وعندما تصاب مجموعة إصلاحية في محنة ما، من أجل ما تؤمن به، يختلط الأمر أكثر فتصعب المراجعة تحت ضغط نفسي، فيقف العقل عن الحركة ويصبح مبدأ أبي تمام هو الساري " السيف اصدق أنباء من الكتب " ويستبد الرأي الواحد بصاحبة في قضايا الأمة فلا يرى إلا الممارسة الوقتية لما يؤمن به، وتصبح إمكانية اكتشاف الخطأ في غاية الصعوبة، وهذا راجع لغياب (التنظيم الداخلي للمجموعة). وقد يتشنج الإصلاحيون في الأزمات ويتبادلون التهم بالتقصير والمصالح الشخصية، ويستمرون في الخطأ، ويكررون دفع الثمن دون تقدم يذكر، ولا يتنبهون إلى الأخطاء فيتفادوها، وعادة ما يغيب عن تفكيرهم بأنهم مع كل زفرة ألم سيثابون، نعم يثابون ويعاقبون، الثواب في الآخرة على النية الطيبة والمبادرة بالعمل الصالح، والعقاب في الدنيا على الخطأ باعتباره مخالفة لسنة الله في هذا الكون.. وعليهم أن يدركوا أن سنن الله تستجيب لمن يعرفها حقا ويحسن الاستفادة منها ولو كان كافر، فهي غير حكر على أحد لقوله تعالى ِ" كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا " الإسراء الآية ( 20 ).وفتح ونقاش قضايانا الخاصة في الهواء الطلق هو ممارسة صحية طالما طالبنا الحكومة بممارسته ونسينا أنفسنا، ويجب أن نثبت للجميع أننا نطبق المبادئ التي ننادي بها ولا نتأخر عن ذلك إن كنا صادقين فيما ندعو إليه من إصلاح عام. ولأن نقاش قضايانا بشفافية سيوجد جوا من الشورى وتبادل وجهات النظر بدون أي إرهاب فكري أو تفرقة عنصرية فإن هذا الجو إذا نما في المستقبل، فإنه سيعصم الحياة السياسية بإذن الله، (من رياح العنف والتسلط والديكتاتورية)، وما حدث في الساحة العربية والإسلامية من تصفية الرفاق للرفاق قد يكرره الإصلاحيون لا قدر الله تعالى في صورة تصفية الإخوة للإخوة فكريا وحركيا. ومثل هذا المناخ، أي " مناخ النقد الذاتي " والحوار بدون إرهاب فكري أو عنصري، يحرر الناس من جو المشيخة والدروشة " جو الشيخ والمريد " وينتج ثروة عقلية وخصوبة فكرية سوف يعم نفعها الجميع بإذن الله حكاما ومحكومين. إن تطهير الوسط الداخلي من الفوضوية هو الذي يهب الصحة للعمل الإصلاحي، وكما تلاحظون أن العمل الإصلاحي اهتم كثيرا بمن يخالفه أكثر من اهتمامه بالمراجعة الدائمة لتصرفاته، فيما أفراده ـ وأنه الحق والصواب ـ فهو أي الإصلاح رأى مثالب الحكومة وعددها وذكر أدق تفاصيلها، ولم يلتفت إلى نفسه بنفس القدر أو بأقل منه، مع العلم أن جوهر القضية هو نفسه التي يزكيها ليل نهار بدافع الشخصانية.قد يعترض البعض ليرى أن في عملية النقد الذاتي( كشفا للعورات )، وإظهار الثغرات للخصم المتربص، وهي مقولة تفترض في صاحبها الذكاء وفي الخصم الغباء وهذا خطأ، لأن الذكي هو الذي يفترض في خصمه الذكاء وليس الغباء، فخصومنا ـ إذا كان لدينا خصوم ـ يعرفون عنا ما يفوق أحيانا معرفتنا بذاتنا حين تجاهلنا للسنن التاريخية، لأن النظر من الخارج يمكن من الرؤية بطريقة أفضل من الرؤية من الداخل كما تعلمون، ومن الخطأ افتراض جهل الخصم المخالف بخصمه وأننا في 605;نأى عن الأعين والأبصار من قبل الدولة لأن هذا التصور خداع للنفس، وعدم إدراك لطبيعة الأمور الواقعة وفقا للسنن التاريخية الأمر الذي يدركه من لديه أدنى خبرة سياسية وحركية متوازنة. إن التيار الإصلاحي في بلادنا، بحاجة ماسة إلى الإصلاح الحقيقي التنظيمي، ولا يقبل التسويف والتأجيل بذريعة الانشغال بمطالبة السلطة بالإصلاح، ولا يمنع أن يسير الأمران على التوازي، والآن وفى هذه اللحظة التاريخية الحرجة يجب أن نقف وقفة رجل واحد وأن نملك الشجاعة لمحاسبة النفس أولا، وأن نكون قادرين على أن نقوم أنفسنا ويصبح الواحد منا مرآة لأخيه في كل شيء وهذا والله شرف كبير لا يناله إلا عظماء الرجال. هذا ومن أهم الملاحظات على التيار الإصلاحي ما يلي: انتشار ظاهرة الذاتية " الأنا " ، وكأننا نكرر أخطاء غيرنا بدلا من أن نأخذ الدروس والعبرة منها . افتقار نشاطاتنا إلى أسس وقواعد ثابتة، أو منهج محدد نسير عليه.التفرد بالقرار من البعض: وعدم العرض وطلب المشورة من الجميع . استخدام بعض الأعضاء كأوراق ينتفع بهم عند الحاجة: ثم يتم حرقهم بسبب سيطرة صفة الاستبداد الفردي.تدمير الرموز بعدة أساليب ومنها: تشويه سمعتهم، تهميشهم، التخلي عنهم في الوقت الذي يجب فيه دعمهم ومساندتهم، كما حصل في قضية جدة على سبيل التمثيل فقط، وكان يجب أن تكون فرصة للم الشمل من خلال الدفاع عن قضيتهم وهي من صميم قضايانا الحقوقية الإصلاحية، لما حدث بها من ظلم وتعد عليهم عند اعتقالهم، ثم اختراع التهمة المعلنة الظالمة ضدهم.إقصاء الآخرين تعديا والتفرد بكل شيء.ممارسة سلوك عنصري ومناطقي عند البعض: مما يناقض الأسس والأصول الثابتة التي نبني عليها مبادئنا، وينافي سمو الهدف الوطني، الذي يجب أن يكون فوق جميع انتماءاتنا القبلية والمناطقية.وبناء على ما سبق نقول: أنه يجب علينا التحرك بدون مجاملة أو تردد، فكما يشاهد الواقع الإصلاحي وما يعيشه من أزمات متعددة لا يمكن السكوت عليها، وكيف يكون الطبيب الذي يداوي الناس عاجزا عن مداواة نفسه وكيف نطالب الحكومة بالإصلاح ونحن عاجزون عن إصلاح ذات بيننا، كيف نرى السوس ينخر في جسدنا ونقف مكتوفي الأيدي، إلا إذا كان الإصلاح ليس هدفا وإنما الهدف الضجيج الإعلامي وترميز الأفراد فقط.عليه فإن المؤيدين لهذا الرأي، يرون أن الوضع يتطلب وجود فئة مباركة من أهل الرأي والمشورة يرتضيهم الإصلاحيون، يتصدرون التيار لتصحيح المسار، ويصبحون بمثابة صمام أمان، يضيئون الطريق، ويرشدون المارة ويلجأ إليهم الإصلاحيون عند الخلاف، ويتولون ترشيد العمل، وتسديد الثغرات، انطلاقا من مبدأ الشورى، واحترام الرأي الآخر بعيدا عن الوصاية المطلقة سواء كانت فردية أو جماعية . والله من وراء القصد
من دعاة الدستوري والمجتمع المدني الإسلاميالشيخ
/ إبراهيم بن عبد الله المبارك / محام ومستشار قانوني/ الرياضالأستاذ/ خالد العمير اصلاحي الرياض85 009665054921
لاصلاحي/ محمد عبدالله العتيبي اصلاحي الرياض

ليست هناك تعليقات: