الأربعاء، 18 يونيو 2008

بيان


بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
وطن بلا مستقبل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمي الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ... من نحن نحن مجموعة من أبناء بلاد الحرمين ( المملكة العربية السعودية ) من كل المناطق ، أخذنا على عاتقنا حمل هم الوطن حاضراً ومستقبلاً وتوعية أبناء شعبنا بحقائق وطنية تخبر عن حاضر مؤلم ومستقبل صعب ومرير ينتظرنا وينتظر أجيالاً من بعدنا إن لم يتحرك حد بضمير مسلم وطني حي لعلاجها . انتهاكات ونتائج في بلادنا تجري انتهاكات على نطاق واسع لحقوق أبناء شعبنا في عدة قضايا تتعلق بانعدام المشاركة السياسية والحريات المدنية والأهلية الشرعية ، وكجزء مما أدت إليه هذه الانتهاكات فإن شعبنا لا يعرف أين تذهب تلك الثروات الطائلة من ريع مواردنا النفطية الوطنية وريع الحج والعمرة والتي يفترض بها أن تنقذ البلاد من مشكلاتها .مشكلات من هذه المشكلات التي نريد توعية شعبنا بها وجود بطالة بالملايين و انكشاف البلاد عسكرياً أمام أي تحد إقليمي أو إمبريالي يمس حدودنا وسيادتنا الوطنية ، و في الخدمات انقطاعات متكررة وعددية في المياه والكهرباء ووجود أعداد كبيرة من السكان في شمال البلاد وجنوبها الغربي في حالة بعيدة كل البعد عن المدنية والخدمات إضافة إلى وجود انتهاكات صارخة لحق التعبير والاجتماع السلمي واستقلال القضاء وحقوق السجناء وانعدام كامل للمشاركة السياسية والشورى الحقيقية وغياب مطلق للشفافية فيما يتعلق بريع ثروات البلاد النفطية وغير النفطية ، والتردي المتسارع في حالة الأمن المدني وتصاعد مخيف لنسبة انتشار المخدرات حتى بين صغار السن وترد كبير في المستوى الأخلاقي للإعلام خصوصاً في القنوات الفضائية وتوجه أعداد كبيرة من الشباب إلى تقديم الاهتمامات الرياضية والفنية والعلاقة غير المشروعة بين الجنسين على القضايا المصيرية للبلاد والتي تمس كل فرد وأسرة ، ولا يفوتنا أن نشير إلى انهيار سوق الأوراق المالية الذي تبخرت فيه 1.2 تريليون ريال وأزمة الدقيق وأزمة الإسكان التي قاربت حدود الاحتياج لأربعة ملايين وحدة سكنية ، والأزمات الوبائية مثل حمى الضنك في جدة وعدة أوبئة في جيزان وفي منطقة الحدود مع اليمن ووباء إنفلونزا الطيور الذي ظهر قبل فترة في الخرج ، عدا عن عدم وجود سياسة تعليمية أو توطين للتقنية .. وغيرها من المشكلات التي تحتاج لتفصيل طويل .ضعف الاهتمام وبرغم وضوح هذه القضايا ووضوح مدى خطورتها على واقعنا ومستقبلنا ، في نفس الوقت الذي نرى فيه تدفق ثروات مالية ضخمة جداً على البلاد بسبب ارتفاع أسعار النفط يمكن لها حال توزيعها بشكل شفاف ومسؤول أن تقلل إلى درجة كبيرة من ارتفاع مؤشرات هذه المشكلات ، برغم هذا فإننا لا نلحظ أي جهد شعبي واع يتجاوز مجرد الحديث عن هذه المشكلات إلى محاولة الإقدام على حلها أو على الأقل التخفيف من حدتها ، حيث غلب الاهتمام بمجرد الحديث عنها والاهتمام بالمصالح الشخصية أو الفئوية الضيقة على الاهتمام بالصالح الوطني العام .أسباب ضعف الاهتمام ونحن نعزو غياب الاهتمام بالصالح العام إلى سيطرة ثقافة الولاء الأعمى للحكومة بحجج شرعية مبتسرة من الكتاب والسنة ، وإلى غياب ثقافة الحقوق المدنية والسياسية التي منها حق التعبير والاجتماع والإعلام الحر المسئول ، وشيوع فكرة إصلاح النفس أولاً على الصعيد الفردي الضيق بدلاً من الإصلاح الاجتماعي العام ، وإلى قناعات عن مفاهيم المصلحة والفتنة والخروج على ولي الأمر أصبحت في حقيقة الأمر حاجزاً يقف في طريق تحقيق المصلحة الحقيقية وتمهد لحالة فتنة طبقية أو أهلية داخلية أو فتن إقليمية كبرى ، وإلى مقارنات باتت غير واقعية بين حالنا وحال بلدان عربية مجاورة من الناحية الاقتصادية والقول بأننا في حال أفضل .شعوب تتحرك وشعب لا يتحرك وبرغم أن سائر الدول في وطننا العربي الكبير والإسلامي الأكبر تعاني هي الأخرى من مشكلات مشابهة لمشكلاتنا الوطنية الداخلية إلا أننا نلحظ وجود تقارير عربية وأخرى دولية محايدة تشير إلى تحسن طفيف في مجالات الحقوق السياسية ومستوى التعليم وتوطين التقنية لدى تلك الدول في الوقت ذاته الذي تشير تقارير محايدة أخرى إلى المزيد من تردي الأوضاع في داخلنا الوطني في هذه المجالات وغيرها وسط غياب مفزع لأي تحرك شعبي ، وقد قامت شعوب تلك الدول العربية والإسلامية بالتعبير عن نفسها في تجمعات ضخمة وإن كانت تحت إجراءات أمنية وقمعية مشددة بينما تغيب مثل هذه الحالة من الحراك الاجتماعي في وطننا ، وهذا يدل على أن أرض العروبة ومهد الإسلام الأول وأرض الحرمين الشريفين ومنبع الأحرار والشهداء الذين رفعوا كلمة الحق في كل أرجاء الدنيا قد تحول شعبها إلى كائنات وجلة خائفة تساق إلى مصير لا يعلمه إلا الله وكأنها قطعان غير بشرية لا تملك من أمر نفسها شيئاً ، وأصبح بالفعل ينطبق علينا تماماً وصف وطن بلا مستقبل .نداءنحن ننادي شعب بلاد الحرمين بكل تنوعه وفئاته وعشائره وعوائله ، نداء يصل إلى أذن كل شاب وفتاة ورجل وامرأة وغني وفقير وصغير وكبير ومتدين ومقصر ، وإلى كل القطاعات الأمنية والمدنية العاملة في بلادنا إلى أن يرفعوا جميعاً عن قلوبهم هذا الوجل والخوف من لا شيء ويطالبوا بحقهم في حياة حرة كريمة لا خوف فيها من قمع أو استبداد ولا مكان فيها لامتيازات أسرة على شعب ، ولا مكان فيها لسارق أو لص ينهب ثروات البلاد ويترك أهلها تنخرهم المشكلات من كل جانب وتتركهم لمستقبل مظلم ، فليست هذه الأوضاع هي الرحمة المهداة والعدالة التي بعث الله بها محمداً صلى الله عليه وسلم من أرضنا ومن بين أظهرنا ، وليس هذا هو الحق الذي سقط من أجله أجدادنا شهداء في كل صقع من أصقاع الدنيا ، وليست هذه الحياة هي التي أرادها الله لنا بديانة الإسلام ، وليس هذا الخور والضعف والانكماش بالذي يليق بنا كمسلمين ولا هو بالذي يليق بنا كشعب عروبة ونخوة وشهامة ونجدة . حقائق أكيدة ومصلحة وطنية خالصة إننا في بياننا هذا لا نسوق أكاذيب نريد بها تهويل الأوضاع أو المبالغة فيها لكسب قلوب جمهور شعب بلادنا لقضية شخصية ، ولا ننساق مدفوعين بأجندة أو مصالح للشرق أو للغرب أو لقوى إقليمية أو خارجية ، ولا ننطلق في موقفنا هذا من نفوس حاسدة أو حاقدة ، ولا تدفعنا رغبة في فتنة أو أمل في تغيير موازين القوى السياسية والاجتماعية لتنتقل المكتسبات المادية من يد فئة قليلة لتوضع في يد فئة قليلة أخرى سواءً كانت أسرة أو قبيلة أو حزب أو طائفة أو منطقة أو مدينة ، ولا نحن بأتباع حركة ناصرية أو قومية عربية ، أو أتباع أيديولوجية يسارية شيوعية أو أيديولوجية رأسمالية ليبرالية ، ولا نحن بأتباع حركات إسلامية ترفع شعارات عن الخلافة الإسلامية أو شعارات عن صدامات عقائدية مع أتباع الديانات الأخرى ، بل نحن ننطلق من واقع وطني داخلي مرير نريد وقف حدة مشكلاته والعمل على التقليل منها أو القضاء عليها ، يحدونا في هذا قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ، وقوله تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) ، وقوله تعالى عن نبينا صلى الله عليه وسلم : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، ونحن نريد للمعروف والخير والرحمة أن تعود مجدداً إلى ربوع بلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين . ليس لسنة الله تبديل أو تحويل نحن نتحدث في هذا البيان عن واقع لم يعد خافياً على أحد لكن يصر الكثيرون على تجاهله وتمضية الحياة اليومية لحظة بلحظة متناسين المصير المستقبلي الصعب الذي ينتظرنا حالة استمرار كل هذه المشكلات ، نتحدث عن واقع لم يعد من المناسب أن يقف المرء أمامه متهماً إياناً في إعلاننا عنه بالجنون أو السعي للفتنة أو بالعمل لمصالح أجنبية ، كما لم يعد من المناسب فيه أن يأمل كل واحد منا بأن تحصل معجزة خارقة تصلح كل شيء ونحن نائمون غافلون ، فلقد كانت هذه المعجزات أولى لأن تحصل لنبي المعجزات صلى الله عليه وسلم دون كل تلك التضحيات والبطولات التي خاضها مع صحبه الكرام ، إن سنة الله في المجتمعات نعرفها من قوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، وهذه سنة إلهية لن تجد لها تبديلاً ولن تجد لها تحويلا ، ولا بد من جهد بشري واع يستهدف نشر الخير والمعروف والرحمة بين الناس ، ولا بد لهذا الجهد البشري أن يكون جهد أبناء شعبنا لأن هذه بلادنا وهذه مشكلاتنا ، ولن نترك الأمر بعد اليوم لقلة لم تقم بأداء دورها الصحيح في خدمة هذا الشعب الكريم بل سعت لنهب ثرواته وقمعه وتخويفه وإرهابه من أي إصلاح بل وتجاوزت هذا إلى وصم المصلحين بالجنون والفتنة والعمل لمصلحة الأجنبي .التغيير بالسلم لا بالعنف نحن مطلقاً لا نطلب من أنفسنا ولا من أي أحد من أبناء شعبنا أياً كان منصبه أو مكانته الاجتماعية أو ثراؤه المالي أو علاقاته خارج أرض الوطن بأن يستخدم العنف وأسلوب السلاح ولغة الرصاص والتفجير وتخريب المنشآت من أجل تغيير حال المجتمع ، نحن لا نستخدم هذه اللغة ولا هذا الأسلوب ولا نريد من أحد استخدامه ، لا الآن ولا في أية مرحلة قادمة من مراحل الحراك الاجتماعي للتغيير ، كما أننا لا نستخدم أسلوب مطالبة الأمريكي والأوروبي بالتدخل لتعديل حالنا والذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإفساد للمجتمع والمزيد من انخفاض حالة الأمن ، وما حصل لشعب العراق الشقيق فيه عبرة لنا ، بل نستخدم وسائل السلم من خلال ممارسة حقنا الشرعي والفطري في الحديث الصريح والاجتماع السلمي الشعبي وقول كلمة الحق ونشر الوعي بين أبناء شعبنا بكل وسيلة مشروعة شفهية أو تقنية ، والصمود في وجه كل من يريد استمرار واقعنا الوطني الصعب على ما هو عليه ، وعدم الرضوخ لإملاءاته الأمنية ولا لأدلته الشرعية المبتسرة التي ما جاء الوحي والشرع الحنيف إلا ليحقق نتائج في حياة المجتمعات الإنسانية تختلف تماماً عما وصلنا إليه . فعالية وفائدة التغيير السلمي ورأينا أسلوب النضال السلمي من أجل التغيير قد نجح طوال القرن العشرين في أكثر من 15حالة بعضها مشابه لحالتنا الاجتماعية والسياسية ، وقد خاضت الشعوب هذا النضال السلمي في مختلف البلدان برغم انتمائها لمختلف الثقافات والديانات وتحدثها بمختلف الألسن واللغات ، نجد هذا الأسلوب قد نجح في الصين ضد الاحتلال الياباني وفي الهند وفي الفيليبين وفي إيران وفي الجزائر وفي جنوب إفريقيا وفي فرنسا وليتوانيا ولاتفيا وأوكرانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية في حركة الحقوق المدنية للسود وفي التشيلي وجواتيمالا غيرها ، ولأن أسلوب العمل السلمي يختلف تماماً عن الانقلابات العسكرية في إحداث التغيير والتي لا تلبث أن تنقلب إلى أنظمة مستبدة جديدة تورث البلاد واقعاً أسوأ من السابق كما حصل في بعض الدول العربية وغيرها عندما تشكلت حكومات العسكر بعد الانقلاب ، ولأن التغيير السلمي يبني قدرات المجتمع خطوة بخطوة ويشكل حرية التعبير فيه وفي تجمعاته ومؤسساته الحرة التي تصبح عند نجاحها في القضاء على الاستبداد عصية على الوقوع تحت نير القمع مجدداً ، وانطلاقاً من حث القرآن الكريم لنا على السير والنظر في تاريخ الناس من قبلنا ، وانطلاقاً من تصيد مواقع الحكمة والفائدة واعتبار أنفسنا أولى الناس بها ، فقد أوجبنا على أنفسنا ونريد من أبناء شعبنا أن يحذو حذونا في القيام بجهد سلمي يستهدف انتزاع حقوقنا الوطنية والشعبية والإنسانية المهدورة في حياة كريمة وفي حياة حرة ومسئولة وبعيدة عن الفقر والاستبداد والانحلال الأخلاقي وانعدام حق تقرير المصير وانعدام حق المشاركة في الثروة الوطنية .كل فرد هو بطل إننا عندما ننظر إلى تلك التجارب التاريخية في التغيير السلمي في القرن العشرين وإلى قادتها الأبطال أمثال غاندي ونيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج وطلاب جامعة طهران وعمال مناجم الفحم في التشيلي ، أو في بلادنا الدكتور عبد الله الحامد ومتروك الفالح وعلي الدميني وأخواتنا غيداء الشريف وريما الجريش وريم المهيد فإننا بعد تدقيق النظر لا نرى أن هؤلاء كانت لهم قدرات تفوق قدرات البشر الآخرين أو مصادر دعم تتجاوز ما يحظى به غيرهم من الناس ، كل ما فعلوه أنهم كانوا أصحاب قضية عادلة نذروا أنفسهم للعمل من أجلها ونشروا الوعي بها وساندهم أبناء مجتمعهم بوعي وضمير حي ، فاعتبرهم التاريخ أبطالاً واعتقد البعض خطئاً أنهم كانوا ذوي مواصفات فوق بشرية ، وهذا خطأ كبير يجعلنا حال معرفته نؤمن أن كل فرد فينا ليس بحاجة لأكثر من ضمير حي لا نعدمه بين أبناء هذه الأرض المباركة أرض بلاد الحرمين ، يمكن لكل شخص أن يعمل من موقعه ، سواءً كان موظفاً حكومياً أو في قطاع خاص ، سواءً كان عاطلاً عن العمل أو ملتحقاً به ، سواءً كان طالباً في المدرسة أو الجامعة أو في الدراسات العليا ، سواءً كان ميسور الحال أو فقيراً ، وسواءً كان مدنياً أو عسكرياً ، رجلاً أو امرأة شاباً أو فتاة ، مثقفاً أو غير مثقف ، متديناً أو مقصراً في أداء واجباته الشرعية السلوكية منها والقلبية ، فكلنا ذوو خطأ ، لكن ينبغي أن يكون كلنا ذوي ضمير وشعور وإحساس وشيء من بصيرة وحكمة نعرف بها واجبنا الشرعي والإنساني تجاه وطننا الغالي وأبناء شعبنا الكريم أنشطة يمكن لنا جميعاً أن ننشر الوعي بين أفراد أسرتنا وجيراننا وأصدقائنا المقربين وزملاء العمل والدراسة ، يمكن لنا أن نستخدم الإنترنت عن طريق المنتديات والمجموعات ، أو عن طريق الهاتف المحمول أو عن طريق الملصقات التي توضع في أماكن مناسبة وتحمل عبارات قصيرة وذات دلالة ، يمكن استخدام أي من هذه الوسائل في التوعية العامة بحجم مشكلاتنا ومدى الاستبداد الواقع على صدورنا ووجود قوى في المجتمع تسعى لاستمرار الوضع وتقف حجر عثرة في طريق تحسين الوضع العام عن طريق الاعتقال ومصادرة حرية كل من يقول كلمة حق عن حالة الوطن وأبناءه ، إن واجبنا الأول هو أن نؤمن كأفراد بأن لدى كل شخص منا إمكانيةً للفعل نسعى إلى تصعيدها عن طريق العمل في مجموعات لنشر الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ونسعى إلى التعرف على الآخرين الذين رفعوا عن أنفسهم حاجز الخوف والاشتراك معهم في التعبير الحر المسئول عن طريق الجلسات الخاصة والعامة وعن طريق الاجتماع في مسجد أو مكان عام آخر دون أن يضر ذلك بحركة الحياة اليومية للمواطنين ، وفي منتديات الإنترنت وتجمعات المساجد التي تدعو لها الحركة الإسلامية للإصلاح في بلاد الحرمين وبيانات انتهاك حقوق السجناء التي يتبناها الدكتور عبد الله الحامد ووكلاؤه الشرعيون وسيلة فعالة للحراك الاجتماعي السلمي بهدف التغيير الحضاري ، ولا مانع من ابتكار أساليب أخرى لأجل المصلحة الوطنية العامة . قناعة بإمكانية التغيير ونحن لأننا من أبناء هذه البلاد وجزءاً لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي فإننا نعرف أن هناك ثقافة سائدة بين أبناء شعبنا تحكم خطئاً بأن التغيير مستحيل وبأن قوى كبح التغيير أقوى بكثير من قوى التغيير ذاتها ، غير أن هذا عند تقصي الحقائق تظهر عدم صحته ، فقد وصلت حالة الأجهزة الأمنية التي تستخدمها قوى كبح التغيير في مجتمعنا لأعمال القمع وتكريس حالة الاستبداد لحالة من الفساد وانخفاض الكفاءة المهنية إلى حد يثير الشفقة ، ولا نستغرب محاولتها عن طريق الإعلام والاستعراض إعادة هيبتها حال معرفة الناس بحقيقة ضعفها ، ونحن نريد من خلال بياننا هذا الإشارة إلى هذه الحقائق عن أجهزة الأمن التي تستخدم في أعمال قمعية تشمل الاعتقال والإيذاء داخل السجون حتى نزيل هيبة الناس منها ، كما أننا نود تنبيه الناس إلى أن النظر بواقعية ومعرفة في الحال العام وحال التجارب الأخرى لدى الشعوب لتخبرنا بأن التغيير أمر واقعي وممكن بل ويمكن أن يكون ببذل الجهد حقيقة واقعة أمام ناظرينا في داخلنا الوطني ، فقط إن نحن رفعنا من حالة قوة المجتمع وحركة التغيير أمام ضعف قوى كبح التغيير ، ويكون هذا التصعيد برفع سقف الصراحة في الحديث والتجاوب مع الحديث الصريح إن صدر من الغير والإعلان عن حالات ولو محدودة من الاجتماع في أماكن عامة أو في مساجد ، أو من خلال الاستجابة إلى نشاطات الحركة الإسلامية للإصلاح أو غيرها من الجهود التي تجعل من كل فرد ومجموعة أصدقاء أو جيران أو طلاب أو مدرسين أو موظفين أو عاطلين جزءاً من تقوية جانب المجتمع في وجه قوى كبح التغيير ، وبتصاعد هذه الحالة فترة بعد فترة ينقلب حال المجتمع إلى واقع جديد تتاح فيه لعموم المجتمع أنماط أخرى من السلوك في التعبير والاجتماع تقربنا من هدفنا أكثر ، وهذا بعد النظر إليه بإنصاف ليس عملاً مستحيلاً ولا بدرجة صعوبة ضخمة ، بل حل واقعي يحول كل فرد ومجموعة منا إلى قوة فاعلة بدلاً من حالة التهميش التي تراد لنا أفراداً وجماعات في هذا الوطن الغالي . الأهداف إن هدفنا هو انتزاع حقنا في حرية التعبير والاجتماع السلمي واستقلال القضاء وتقرير المصير من خلال مشاركة سياسية حقيقية تسيطر على موارد البلاد وريعها النفطي تقود وزارات الحكومة والاقتصاد الوطني إلى رفع مستوى الأداء وتقديم خدمات ذات جودة والسيطرة على حالة التضخم والبطالة ، وبناء المواطنة الفاعلة بدلاً من حالة التهميش ، وإنشاء جيش قادر على الدفاع عن البلاد وسيادتها وأمنها ، وحتى في حالة تحسين الحكومة لوضع الأجور فإنه لا توجد دون ضمان الحريات أية ضمانة ضد سلب هذا التحسن في الأجور عن طريق التضخم المفتعل أو القضاء على قطاعات اقتصادية هامة مثل سوق الأوراق المالية بفعل فاعل يقف خلف ذلك بهدف نزع القوة الاقتصادية من يد الأفراد لإبقاء تحكمه في المجتمع وبقاء سيطرته على ما هي عليه ، ولا يمكن الاعتماد على أية تحسينات شكلية بدون بناء حريات حقيقية نص عليها الشرع الحنيف في الكتاب والسنة من قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وألا يخاف المرء في الله لومة لائم والحماية من تعسف الحكام وبناء شورى حقيقية .كلمة حق يراد بها حق ودعوتنا للنضال من أجل الحرية ومن أجل الشفافية في معرفة مواردنا الوطنية وبناء حكومة ترعى توزيع هذه الواردات بشكل عادل ليست انسياقاً وراء رسالة الجمعيات والهيئات الدولية لحقوق الإنسان ، ولا انسياقاً خلف دعوة يراد بها تمرير أجندة أجنبية أو تغريبية تقودنا للأمركة أو للأوربة ، بل هي دعوة لبناء مجتمع إنساني حضاري في بلادنا نرى مجتمعات أخرى شرقاً وغرباً لا تتمتع بعشر معشار ما آوتينا من دين و قيم و تاريخ و أعراف اجتماعية كريمة قد تفوقت علينا فيه من صناعة وإبداع وحق تقرير مصير وبناء لحكومات تخدم المواطن بينما نرزح نحن تحت ظلم وفقر وتهميش وخوف من السلطات لا يؤدي بنا إلا إلى كارثة اجتماعية وحضارية نظل نتساءل عن سببها .. قل هو من عند أنفسكم .. إن دعوتنا في هذا البيان للتحرك الشعبي ليست كلمة حق يراد بها باطل ، بل هي بإذن الله كلمة حق يراد بها تجنيب البلاد والعباد ذلك المصير .مستقبل مختلف عند نجاحنا المنشود بإذن الله في تحقيق أهدافنا فإننا سنرى وضعاً مختلفاً كل الاختلاف عن المستقبل الذي نساق إليه ، سنرى جيشاً يحمي الوطن ويرهب أعداءه بدلاً من هذا الانكشاف العسكري الخطير لحدودنا الوطنية ، سنرى حكومات تخدم المواطن بجودة وكفاءة لم نعهدها من قبل وسنرى أنفسنا نراقب حساباتها وميزانياتها ، سيكون دخل البلاد من الموارد النفطية وغيرها دون إهدار أي جزء منه أو سرقته يتحول إلينا وإلى أبنائنا وبناتنا على شكل مدارس وجامعات ومعاهد بل وأندية ومجمعات نمارس فيها الترفيه البريء المشروع بطلاقة عوضاً عن المصير المجهول لمئات المليارات القادمة من الدخل النفطي ، سنرى سلطات قضائية يعتمد عليها في فض التنازع دون الخضوع لسلطة أحد أو الخوف منه ، سنتمكن من ممارسة حقوقنا في الاحتساب على الحكومة وتنبيهها لأخطائها دون أدنى خوف أو وجل ، سنرى مدناً ذات بنية تحتية قادرة على الصمود في وجه الزمن تخدم أجيالاً متعاقبة ، سنرى الجميعات الخيرية التي أغلقت ظلماً بسبب إملاءات أجنبية بخصوص الإرهاب قد أعادت نشاطها وخدمت قضايانا الداخلية وقضايا الأمتين العربية والإسلامية ، ستكون معدلات البطالة والتضخم تحت السيطرة وعند حدودها الدنيا مع تعويضات للعاطلين ، سنرى السجون وقد تحولت بالفعل لمؤسسات إصلاح سلوكي بدلاً من وضعها الحالي كمحاضن لتفريخ المجرمين والمدمنين والشواذ ، سنرى إعلاماً يتدفق من خلاله الوعي الوطني والشعبي ويتدفق من خلاله إبداع المثقفين والكتاب ، سنرى أهل الخير والصلاح مع العلماء قد عادوا لدورهم الطبيعي الذي قضي عليه الآن في وعظ الناس وتذكيرهم ، لن نعيش الخوف من التجسس والتنصت على أحاديثنا ومراسلاتنا وحق التنقل ، ستصبح علاقتنا برجل الأمن علاقة ثقة وتعاون بدلاً من التوجس والعداء ، ستزول القيود من وجه رجال الأعمال الأكفاء ليبنوا مؤسسات اقتصادية وصناعية واستثمارية ترفع من شأن صناعتنا الوطنية وتجعلنا نفخر بمنتجاتنا الوطنية ، ستكون هناك مؤسسات توجه رأس المال إلى وجهته الصحيحة بدلاً من تحوله لأداة سيطرة بيد القلة الغنية ضد الأغلبية ذات الدخل المتوسط ، ستنخفض مؤشرات الفقر إلى درجة كبيرة نظراً لموارد البلاد النفطية ذات الاحتياج العالمي ، سنسلم لأبنائنا وطناً يستحق الحياة فيه بهدوء وحرية وكرامة وإبداع ورسالة إنسانية نابعة من ديننا وقيمنا ، وقادر على خدمة قضايا الأشقاء العرب والمسلمين خصوصاً في فلسطين والعراق بدلاً من انعدام أدنى أثر له تجاه هذه القضايا إلا بالسلب ، بل وقادر على تقديم خدمة للإنسانية كلها وتقديم حضارة ونمط معيشة يغري العالم كله بالتطلع إليه .لا لاغتيال الغد المشرق إن حقائق اليوم كانت أحلام الأمس ،وكذلك أحلام اليوم هي حقائق الغد .. ونحن هنا لنقول لكل أبناء شعبنا أننا نختار الغد المشرق لأنفسنا
ولأبنائنا
من بعدنا ونناضل من أجله ولا نسمح لأحد باغتيال هذا الغد وتوريثنا بدلاً منه غداً أسوداً بالاستبداد وإرهاب الدولة ونهب الثروات ومليئاً بالمخدرات والفساد والجريمة والمحسوبية وتكريس حكم الأقلية ضد مصالح الأكثرية وذبح قضايا أمتنا ومقدساتنا وفرض الوصاية على العقول والتلاعب بها ومصادرة الحياة الاجتماعية الطبيعية وإهدار حقنا في العيش في مدن قادرة على مساعدتنا على الحياة براحة وهدوء وإضاعة حضارتنا وثقافتنا وقيمنا الإسلامية والعربية خلف أسوار الصمت والخوف والقمع ثم بعد كل هذا ادعاء أن هذا هو الإسلام الذي ندين الله به وأن هذا هو ما أراده الله لنا .. لا .. نحن هنا لنقول لا لاغتيال الغد المشرق . خاتمةنحن من خلال بياننا هذا نريد إيصال رسالة واضحة لعموم أبناء شعبنا وخصوصاً لكل قارئ لهذه الأسطر أن في أبناء بلاد الحرمين قلباً ينبض ومجموعة تتابع ما يدور في وطنها وترفض مرور سنوات إثر سنوات وشعبنا يعيش هذا الواقع المزري ، نريد إعلام كل فرد ومجموعة بأن لديهم قدرة فطرية وإنسانية من صميم تكريم الله للإنسان على سائر مخلوقاته على التحول للفعالية بدلاً من الرضى بالتهميش والرثاء على النفس ، نريد إعلام الجميع بأن شعب بلاد الحرمين لم ولن يموت ولن يتجرع الهوان والتهميش والخوف من السلطات المستبدة للأبد برغم محاولة أجهزة إعلام الاستبداد غسل دماغه وتعويده على هذه الحال ، ولن ننساق خلف الاستبداد ولا خلف العنف والإرهاب لمواجهة الاستبداد ، بل سننتزع حقوقنا الشرعية والإنسانية والوطنية والشعبية بطريقة تظهر مدى ما لدينا من أخلاق وأصالة وتحضر وكرم أصل ومحتد وشهامة ونجدة للضعفاء والمقهورين على جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونحن نرى هذه الأخلاق والأصالة والكرم والنخوة في كل فرد من أبناء بلاد الحرمين ، وندعو الجميع بلا استثناء بقول الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ، ثم بنداء الكرامة والنخوة أن يقفوا إلى جانب بعضهم البعض ويواجهوا كل أشكال الخوف والإرهاب والتهميش والفقر والتحلل الاجتماعي والأخلاقي وألا يخافوا في الله لومة لائم ، فإما أن نعيش أحراراً بكرامتنا على أرض الجزيرة العربية ، وإلا فإن باطن الأرض خير من ظاهرها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبناؤكم في بلاد الحرمين
https://newarabia.org/vb/showthread.php?p=47922#post47922

هناك تعليقان (2):

اتحادالمدونين المصريين يقول...

شكرا لك اخينا الفاضل

محمد عبد الله

وانت مدعوا لتفعيل الحمله والمساهمة فيها والدعوة اليها بين اصدقاؤك من المدونين

لتعم الفائدة ان شاء الله .. جعلها الله فى ميزان حسناتنا جميعا ان شاء الله

محمد عبدالله يقول...

اهلا وسهلا بكم